لطالما كان هنالك جدل حول الاستخدامات العلاجية لبول الإبل، فبين مؤيد ومعارض تفاوتت الآراء وتعددت الدراسات والأبحاث، فمنها ما يشير إلى نفعه ويدعم استخدامه في علاج بعض الأمراض، وبعضها الآخر يشدّد على ضرره وسميّته العالية، ولذلك اقتضى أن نطرح في مقالنا هذا بيان لكلا وجهتي النظر وما يدعمهما من دراسات وأبحاث وتقارير، وفيما يخصّ فوائد بول الإبل وتأثيراته العلاجية فيالقولونفلا توجد إلى الآن دراسات كافية لتأكيدها أو نفيها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدراسات أشارت إلى فاعلية بول الإبل في علاج القرحة الهضميّة ممّا قد يكون له فوائد على القولون أيضاً.
بعد انتشار فيروس الكورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (بالإنجليزية: Middle East respiratory syndrome)، واكتشاف علاقة بين حيوانات الإبل وانتشار الفيروس صدر تعميم من منظمة الصحة العالميّة يقضي بضرورة التوعية واتخاذ إجراءات السلامة اللازمة عند التعامل مع أحد منتجات الإبل، أو عند التواجد في أحد مزارع تربية الإبل للحد من انتشار العدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من أنّ معظم حالات الإصابة بالعدوى تمّ تسجيلها فيالمملكة العربيّة السعوديّةإلّا أنّه تمّ تسجيل عدد من الحالات في العديد من الدول الأخرى المحيطة بالجزيرة العربيّة وبعض الدول الأوربيّة والأفريقيّة أيضاً.
يُذكر استخدامبول الإبلشعبيّاً في عدد من المناطق الصحراويّة، التي يُعرف اشتهارها بتربية الإبل والانتفاع بها، حيثُ يتمّ استخدامه شعبياً في علاج بعض أمراض المعدة، وبعض الامراض الجلديّة، والتهاب الكبد المزمن، والتهابالكبد الفيروسيّ سي(بالإنجليزية: Hepatitis C)، وبعض أمراضضعف المناعة، وغيرها من المشاكل الصحيّة المختلفة، وتمّ مؤخراً إجراء بعض الدراسات الداعمة لهذه الفوائد خلال السنوات الأخيرة الماضية، وفي ما يلي بيان لبعض هذه الفوائد التي كما أشرنا سابقاً لا تزال غير مؤكدة:
لحليب الإبلالعديد من الفوائد الغذائيّة والعلاجيّة المختلفة، كما يحتوي حليب الإبل على عدد من العناصر الغذائيّة بنسب أعلى من باقي أنواع الحليب الأخرى، وعلى نسب عالية من المعادن مثل النحاس،والكالسيوم، والبوتاسيوم، وبعض الأحماض الأمينيّة والأحماض الدهنيّة المهمّة، والفيتامينات المختلفة، وقد تمّ إثبات عدد من الفوائد العلاجيّة لحليب الإبل نذكر منها ما يلي:
في الحقيقة ورد ذكر العلاج بحليب الإبل وبولها في الطب النبويّ في أحد الأحاديث التي ثبتت عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وقد ورد الحديث بعدّة روايات مختلفة، حيثُ أمر النبي صلى الله عليه وسلّم مجموعة من الرجال الرعاة الذي أتوا إلىالمدينة المنورةلمبايعته صلى الله عليه وسلّم، بشرب حليب وبول الإبل بعد أنّ أصابهم شيء من المرض، ويشير الحديث أنّ هؤلاء الرجال استعادوا صحتهم وقوتهم بعد شربهم لحليب وبول الإبل، وفي ما يلي بيان لأحد روايات الحديث التي رواها الصاحبي الجليل أنس بن مالك:(أنَّ ناسًا أو رجالًا من عُكْلٍ أو عُرَينَةَ قدموا على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ إنَّا أَهلُ ضَرعٍ ولم نَكن أَهلَ ريفٍ فاستَوخَموا المدينةَ فأمرَ لَهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بذودٍ وراعٍ أمرَهم أن يخرُجوا فيها فيشربوا منَ ألبانِها وأبوالِها فلمَّا صحُّوا وَكانوا بناحيةِ الحرَّةِ كفَروا بعدَ إسلامِهم وقتلوا راعيَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واستاقوا الذَّودَ فبعثَ الطَّلَبَ في آثارِهم فأُتِيَ بِهم فسمَّروا أعينَهم وقطَّعوا أيديَهم وأرجلَهم ثمَّ تُرِكوا في الحرَّةِ على حالِهم حتَّى ماتوا).
"