المحتوى

ما سبب عدم نسيان المواقف السيئة التي تضايقنا والتفكير بها، وما الحل لذلك؟

الكاتب: يزن النابلسي -

ما سبب عدم نسيان المواقف السيئة التي تضايقنا والتفكير بها، وما الحل لذلك؟

 

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في موضوع النسيان وأحدها شدة الموقف الذي تم التعرض له، لذلك نجد الأشخاص لا يستطيعون نسيان المواقف واللحظات التي شعروا فيها بقمة السعادة، أو قمة الحزن، أو قمة الخوف وما إلى ذلك كونها تترك أثر كبير في النفس.
 
والعامل الآخر هو كثرة استدعاء هذه الذكرى المؤلمة وكثرة التفكير بها الأمر الذي يجعل استذكارها عادة أكثر من كونها مجرد فكرة مما يجعل نسيانها صعباً، لكن لحسن الحظ الإنسان كائن اجتماعي يتعلم من الخبرات والتجارب التي يمر بها ويسعى إلى التكيف، الأمر الذي يؤدي إلى تأقلمه على ما حدث واستغلاله ليصبح أقوى حتى لو لم ينساه، وهناك بعض الملاحظات التي قد تساعدك على تغيير نظرتك إلى هذه المواقف أو تخفيف التفكير فيها إليك بعضاً منها:
 
1. امنح نفسك بعض الوقت: التجارب المؤلمة تحتاج الوقت للتأقلم معها، لذلك لا تقم بلوم نفسك كثيراً فمن الطبيعي التفكير في هذه المواقف بين الحين والآخر ومع مرور الوقت يقل التفكير تدريجياً فمن المؤكد أن تفكيرك في هذا الموقف الآن ليس نفسه قبل شهر وليس نفسه قبل سنة لذلك فإنك تحتاج الوقت ولن يحدث الأمر بشكل فوري.
 
2. اشغل وقت الفراغ بالعمل أو الهوايات: الإنسان لا يستطيع أداء أكثر من مهمة معاً بنفس الكفاءة فإذا قام بمهمتين معاً ستتوزع الكفاءة على كلاهما، نفس هذا المثال ينطبق على التفكير فأنتَ لن تستطيع الاستمرار بالتفكير ذا كنت في تلك اللحظة مشغولاً في عملٍ ما حتى وإن عبر تفكيرك لن يكون بنفس الشدة التي تفكر فيها عند جلوسك بدون عمل، ومرة على مرة سيفقد العقل ارتباطه في هذه العادة ويصبح التذكر موقفياً وطارئاً.
 
3. كن اجتماعياً واختلط بالآخرين: الوحدة والانعزال والابتعاد عن الآخرين تجعل الأشخاص يستذكرون كل اللحظات التعيسة التي عاشوها في حياتهم، وبدلاً من قضاء الوقت مع الآخرين تصبح منعزلاً شارد الفكر دائم التفكير، لذلك قم ورافق الناس واحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين الذين يعكسون هذه الإيجابية عليك وقدّر هذه اللحظات ولا تجعل هذه الإيجابية تزول بذهابهم بل استبدل الذكريات السيئة بأخرى جديدة وسعيدة.
 
4. فكر بما تعلمته من هذه التجربة وهذا الدرس : كل ما نمر به يترك أثراً في نفوسنا ويغير فينا، اجعل هذا التغيير للأفضل وقم باستغلال هذا الموقف بالتخلص من نقاط ضعفك التي من المحتمل أن تكون هي السبب في الموقف من المقام الأول، تطوير نفسك سيجعل هذا الموقف يتحول من كونه ذكرى سيئة إلى كونه درساً مفيداً.
 
الذاكرة الإنسانية ليست مصممة للتخلص مما نتعلمه ونخوضه، لكنها تتخزن في مكان بعيد في الذاكرة يجعل وصولنا إليه صعباً إما بسبب قلة الاستخدام والاستدعاء، أو قلة طول المدة التي استقبل فيها الدماغ هذه البيانات، وغيرها من الأسباب، لذلك لا بأس إذا لم نكن قادرين على نسيان أمر ما المهم أن نحسن استغلاله في سبيل تطوير أنفسنا ومحاولة عدم التعرض لهذا الموقف مرة أخرى.
 
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook