إنّ الإيمان بنبيّ الله عيسى عليه السّلام وتصديق ما جاء به من المعجزات يجب على كلّ إنسانٍ مسلم، ويُوجب لمن آمن وصدّق قولًا ويقينًا الجنّة، فقد روي في الحديث الصّحيح عن عبادة بن الصّامت -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللهِ، وابنُ أمَتِهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه،
جعل الله -سبحانه- لنبيّه عيسى -عليه السّلام- شرف البشرى للخلق بخاتم الأنبياء محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقد بشّر به عيسى -عليه السّلام- قومه، حيث قال -تعالى- في سورة الصف: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}، ولقد ورد في الحديث الجيّد القويّ الذي رُويَ عن أصحاب رسول الله: "عن أصحابِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنّهم قالوا له أَخبِرْنا عن نفسِك قال نعم أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى عليهما السلامُ ورأَتْ أمي حين حملتْ بي أنه خرج منها نورٌ أضاءت له قصورُ وبذلك المقال قد تم الحديث عن معجزات عيسى عليه السلام