أشهر الواحات التاريخية بشمال غرب الجزيرة وتقع على بعد 200كم جنوب شرق مدينة تبوك، وتشغل تيماء القديمة مساحة قدرها 2كم  تحيط بها الأراضي الزراعية، ويحيط بها مباشرة من ثلاث جهات، الشرقية والغربية والجنوبية، وجزء من الجهة الرابعة، الشمالية، سور المدينة القديمة الذي يمتد إلى مسافة 8كم. وتوجد الآثار القديمة داخل سور المدينة، وتتمثل في: قصر الرضم، وقصر الحمراء، وقصر الأبلق  ، وبئر تيماء المشهورة ببئر هداج، وقصر ابن رمان والمباني الطينية القريبة منه، وقنوات الري، وحقول المدافن، وتوجد خارج سور المدينة بقايا مماثلة للمقابر التي تمتد إلى مسافات طويلة، ومنشآت سكنية، وقنوات مياه، وأبراج مراقبة.

 

وجاء ذكر تيماء في نصوص الإمبراطور الآشوري تجلات بلاسر الثالث 745 - 727ق.م، ونصوص الإمبراطور سرجون الثاني 722 - 705 ق.م، وفي نصوص الإمبراطور آشور بانيبال 669 - 626 ق.م. وزادت أهميتها الإستراتيجية في فترة الإمبراطورية البابلية، مما دفع الإمبراطور البابلي نابونيد 555 - 539 ق.م إلى احتلالها وبناء قصر فيها وسور، وأقام بها حتى اضطرته الجيوش الأخمينية الغازية لبلاده إلى أن يعود ليدافع عنها. ويعتقد أنه أقام في تيماء نحو 7 سنوات، أو 10 سنوات.

 

ويوجد نص نبطي عُثر عليه في الحِجر يذكر تيماء والأسر المحلية الحاكمة فيها، كما وجد نص في مدينة الحضر يؤرخ بسنة 3ق.م. ورد فيه ذكر نشاط ديني لقبيلة بني تيمو.

 

ويرد ذكر تيماء في الإنجيل (حزقيال: 25، 13) وأن تيماء جزء من أرض آدوم في القرن السادس ق.م، وهناك إشارة في (أشعيا: 21) إلى أن أهالي تيماء أحضروا الماء والخبز لمن فروا من بابل.

 

وروت كتُب التاريخ التجاء امرئ القيس الكندي إلى تيماء وطلب المعونة من السموءل، صاحب حصن الأبلق الذي ضُرب به المثل في وفائه بعهده، وصالح أهل تيماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما علموا بما وقع بينه وبين أهل وادي القرى، وكان ذلك سنة 7هـ / 628م، وكانت تيماء أيضًا من ديار بني عذرة وترد كثيرًا في شعر جميل بثينة العذري، وقد وصفتها المصادر الإسلامية المبكرة بأنها مدينة محصنة وأنها بلدة زراعية سكانها أكثر من تبوك. وأهم الآثار الباقية بتيماء في الوقت الحاضر ما يأتي:

 

1 - سور تيماء: 

 

يقدر محيط سور تيماء بنحو 8كم يحيط بثلاث جهات هي الشرقية والغربية والجنوبية، وجزء من الجهة الشمالية، ويُعلل عدم اكتمال السور في الجهة الشمالية بوجود بحيرة كونت مانعًا طبيعيًا، وربما كانت هي البحيرة التي ذكرها البكري في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي وسماها بحيرة العقيرة، ويمتد السور الغربي للمدينة بطول 2.5 كم، أما السور الجنوبي فيبلغ طوله 3كم، وهو أقل ارتفاعًا من الغربي وبه ثلاث بوابات يعتقد أن اتساع إحداهما ما بين 8 و 10م، والثانية ما بين 5 و 8م، ويحمي السور مجموعة مبانٍ متناثرة بداخله، أهمها: قصر الرضم، وقصر الحمراء، وشبكة الري، وتلال المناطق السكنية.